============================================================
4 امفاتيح الاسرار ومصابيح الآيرار الفصل الثامن في معنى التفسير والتأويل قال أهل اللغة: التفسير تفعيل من الفسر وهو إظهار الشيء وإبانته، يقال: "فسرت الشيء فسره -بالكسر - فسرا" إذا بيتته، ثم إذا بولغ في التعب قيل: "فسر به تفسيرا." وقال بعضهم: ليس يبعد أن يكون معنى الفسثر راجعا إلى معنى السفرا: يقال: "سفرت المرأة" إذاكشفت عن وجهها، ثم يكون سفر وفسر من باب المقلوب مثل جذب وجبتذ: ثم لايكون التفسير إلا ما دل عليه ظاهر اللفظ من حيث اللغة، فتفستر العربية بالعربية أو بالعجمية، وكذلك تفسر العجمية بالعربية، وكلا الأمرين يستى تفسيرا.
ومبنى التفسير على امرين: أحدهما ما دل عليه اللفظ من حيث اللغة على الشيوع من أهل اللغة؛ والتاني ما ورد به السمع إما الخبر وإما الآثر؛ فيكون اللفظ محتملا، ومع احتماله فيرد به نص؛ فيجب حمل اللفظ عليه، وربما يكون اللفظ مشتركا؛ فتعين جهته بالسمع، وربتما يكون عاما، فيخصص بالسمع. ومن حق المتصردفا فيه آن يكون عالما بوجوه الغة، عارفا باختلاف أحوال المفسرين فيه، والمخبرين عنه؛ فإن كثيرا من ألفاظ التنزيل د ل على معنى، وقدورد في الأخبار صرف ذلك المعنى إلى جهة من الجهات أو شخص من الأشخاص مسنل: (والفازعات غرقا)، ومثل: (والذاريات)، (والصافات)، (والعاديات)؛ فإن اللفظ لايدل من ذلك إلا على معنى النزع والذرووالصف والعدو: ثم قد ورد السمع بتفسير ذلك تارة بالملائكة، وتارة بالغزاة -18 ب -؛ فيجب صرف المعنى إلى جهة السمع، ولا يمكن أن يتصرف فيه بالرأي والقياس؛ وعليه حمل قول النبي -صلى الله عليه (288) اله -: "من فسر القرآن برأيه فليتبوا مقعده من النار."(8 م المفترون معروفون باساميهم التي ذكرناها؛ فما نقل عنهم برواية صحيحة قيل هو نفسير و أما التأويل، فقد قال أهل اللغة إنه من الأول. وهو الرجوع. بقال: "ال الشيء يؤول" إذا 2. س: المنصرف.
1. س: الفز.
ليتهنل
صفحة ١١٢