203

المدخل إلى السنن الكبرى

الناشر

دار اليسر للنشر والتوزيع،القاهرة - جمهورية مصر العربية،دار المنهاج للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٧ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن رجلًا قبّل امرأته وهو صائم، فوجد من ذلك وجدًا شديدًا، فأرسل امرأته تسأل عن ذلك، فدخلتْ على أم سلمة أم المؤمنين، فأخبرتها، فقالت أم سلمة: إن رسول الله ﷺ كان يقبل وهو صائم، فرجعت المرأة إلى زوجها فأخبرته به، فزاده ذلك شرًا، وقال: لسنا مثلَ رسول الله ﷺ، يُحِلُّ الله لرسوله ما يشاء. فرجعت المرأة إلى أم سلمة، فوجدت رسول الله ﷺ عندها، فقال رسول الله ﷺ: "ما بالُ هذه المرأة؟ "، فأخبرته أم سلمة، فقال: "ألاَ أخبرتيها أني أفعل ذلك؟ "، فقالت أم سلمة: قد أخبرتها، فذهبت إلى زوجها فأخبرته، فزاده ذلك شرًا، وقال: لسنا مثلَ رسول الله ﷺ، يُحِلّ الله لرسوله ما شاء، فغضب رسول الله ﷺ وقال: "والله إني لأتقاكم لله، وأعلمكم بحدوده". قال الشافعي: وسمعت من يَصِل هذا الحديث، ولا يحضُرني ذكر من وصله. قال الشافعي: وفي قول النبي ﷺ: "ألا أخبرتيها أني أفعل ذلك؟ ": دلالةٌ على أن خبر أم سلمة عنه مما يجوز قبوله، لأنه لا يأمرها بأن تخبر عنه إلا وفي خبرها ما تكون به الحجة لمن أخبرتْه، وهكذا خبر امرأته إن كانت من أهل الصدق عنده.

وهو في "الموطأ" ١: ٢٩١ (١٣)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢: ٤٩، وفي المصادر كلها: "والله إني لأتقاكم"، لكن في الأصل المخطوط: والله لإِني أتقاكم.

1 / 113