61

المدخل إلى تقويم اللسان

محقق

الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن

الناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الأدب
والصحيح المعروف أنَّ الكِيرَ مَوقِدُ النارِ الذي يبنيه الحدَّادُ).
قالَ الرادّ: أكثرُ أهلِ اللغةِ على أنَّ الكِيرَ الزِّقُّ. ومن أقوى حججهم في ذلك قول جرير (١):
أَتفخرُ بالمُحَمَّم قَيْنَ ليلى ... وبالكِيرِ المُرَقَّعِ والعَلاةِ
فَدَلَّ بقوله: المُرَقَّع، على أنَّه الزِّقُّ حقيقةً. وكذلك [قول] بِشر بن أبي خازِم (٢):
كأنَّ حَفيفَ مِنْخِرِهِ إذا ما ... كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُستعارُ
وهذا بَيِّنٌ لا خفاءَ به.
وأمَّا الكورُ عندهم فهو المبني من الطين. ومنهم مَنْ قالَ: إنَّ الكِيرَ هو المبني.
فإذا كان لأهلِ اللغةِ فيه قولان، فكيفَ تُلَحَّنُ به العامةُ؟
* * *
وقال أيضًا (٣): (ويقولون لجماعة الصاحب: صَحَاب. والصواب: صِحاب، بالكسر).
قالَ الرادّ: قد حكى أهلُ اللغةِ: صِحابًا وصِحابة، وصَحابًا وصَحَابة. فأمَّا صِحَاب، بالكسر، فجمعُ صاحب، على توهم حذف

(١) ديوانه ٨٢٧.
(٢) ديوانه ٧٨.
(٣) لحن العوام ١٩١.

1 / 64