فالويل كل الويل لمن لم يكتف في أموره وأمور غيره بتنزيل رب العالمين ، كيف عظم ضلاله وغيه ؟! وضلت أعماله وسعيه، فيحسبه محسنا وهو مسيء، ورشيدا في أمره وهو غوي، كما قال سبحانه لرسوله، صلى الله عليه وعلى أهله: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} [الكهف: 103 104]، أفليس هذا هو الذي ظن والله المستعان ضره له نفعا ؟! وحسب ضلالته هدى، وهدايته إلى الجنة ردى، كما قال سبحانه: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين، وإنهم ليصدونهم عن السبيل، ويحسبون أنهم مهتدون} [الزخرف: 36 37].
وفي القرآن وأمره، وما عظم الله من قدره، ما يقول سبحانه: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون} [الحشر: 21].
وفيه وفي خلاله، وما من الله به من إنزاله، ما يقول تباركت أسماؤه لمن نزله عليهم كلهم جميعا معا: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا} [الرعد: 31].
صفحة ٧