30

مذهب الإمام الشافعي في العبادات وأدلتها

الناشر

دار السلام

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢٤ هجري

مكان النشر

القاهرة

المعقولة الواقعية وهي التحدي، بعدما حاولوا قديمًا معارضته فسُقِط في أيديهم وعادت عليهم معارضتهم بالفشل البين مثل قول بعضهم: (نقِي ياضفدعُ ماشئتِ أن تنقِين، لا ماءَ تُكدّرين ولا شاربًا تُنفرين) اهـ. ومثل: (ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى ما بين شرا سيف وحشا) اهـ. ألا يُرى أن رهبة القرآن وتحميسه لهم لمعارضته أوقعتهم في حيرة طاشت بها أحلامهم فلم يعودوا يهتدوا إلى الأسلوب الصحيح فزادهم ذلك عجزًا فاضحًا: فـ (ألم تر كيف فعل ربُّك) لا يؤتى بها في معرض اللطف بنحو الحبلى، وإنما يؤتى بها في معرض التهويل والتهديد مثل قوله تعالى: ﴿ألم تر كيف فعل ربُّك بأصحاب الفيل﴾. (ألم تر كيف فعل ربُّك بعاد﴾ وهكذا.

لم يستطيع المغرضون أن يواجهوا هذا القرآن، أو يدسوا فيه ماليس منه، فإن محاولة دس الدخيل تظهر ولم يخف الدخيل كما لا يخفى الدرن في الثوب الأبيض الناصع، ولذا عمد المغرضون إلى الطعن من الخلف فجعلوا يلوحون للمسلمين بالجمود، إن هم ظلوا على اعتقادهم: بأن القرآن لا يقلد، ليوغروا صدور المسلمين على هذا الاعتقاد الحق، وليحمسوهم بالباطل ليترفعوا عنه، كما قال المبشر القسيس (نيلسن) الداغماركي: (لا يبعد عن الفكر أن المسلمين المتنورين بعد مدة وجيزة سيغيرون اعتقادهم بالقرآن).١ هـ. فليتنبه المسلمون لما يحاك حولهم، ومن ذلك ترويج الأفكار الغريبة عن مباديء الإسلام باسم التقدم وترك التخلف، مع أنه مامن جديد نافع إلا والإسلام سباق إليه، ﴿إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾ آية ٣٧ من سورة (ق).

الركن الرابع:

الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام، هو أن نعتقد: بأن الله رسلاً هم خيرة خلقه من رجال البشر، كما قال تعالى في سورة النحل آية ٤٣: ﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ مبشرين ومنذرين ومبينين للناس ما يحتاجونه للدين والدنيا، وأيدهم سبحانه بمعجزات باهرة تصديقًا لدعوام الرسالة - والمعجزة أمر خارق للعادة ولنواميس الطبيعة التي أوجدها الله عليها -

28