مذهب الإمام الشافعي في العبادات وأدلتها
الناشر
دار السلام
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٤ هجري
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
فلا يصح إسلام مجنون أو صبي إلا تبعًا لأحد والديها المسلم، ولا إسلام مكرهٍ على الإسلام لقوله تعالى في سورة البقرة من آية ٢٥٥: ﴿لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ﴾ أي تميز الإيمان من الكفر، بالدلائل الواضحة ، فلا يحتاج الإيمان الذي هو رشد إلى إكراه عليه ، بل لا يليق به الإكراه ، وقد قال عمر رضي الله عنه : ( تركتم على الواضحة ليلها كنهارها ) أي ليس في الشريعة ظلام ، وكما قال علي كرم الله وجهه : ( تركتكم على الجادة - نهج عليه أم الكتاب ) أخرج هذين الأثرين رزين ، ولا يصح إسلام من لم ينطق بالشهادتين ، أو نطق بها وجعل بينها فاصلاً أكثر من سكتة التنفس ، أو لم يرتب : كأن نطق بالثانية قبل الأولى إلا إذا أعاد الثانية بعد الأولى فورًا.
وبهذا المعنى في التعريف الثاني للإسلام، تشمل أحكامه لجميع أفعال المكلفين من : الاعتقادات ، والفقه وأقسامه ، ومكارم الأخلاق.
فالاعتقادات :هي كما في رواية مسلم: ( أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). وتسمي هذه الستة: ( أركان الإيمان ) ويبحث عنها في علم التوحيد ، وسماه أبو حنيفة ( الفقه الأكبر).
فالإيمان:
لغة : مطلق التصديق ، قال تعالى حكاية عن إخوة يوسف عليه السلام في سورته من آية ١٧: ﴿ وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ).
واصطلاحاً : تصديق النبي عليه السلام في جميع ما جاء به عن ربه من الدين . فالإيمان والتصديق والاعتقاد واليقين ، ألفاظ مترادفة على شيء واحد ، وهو الجزم بالشيء بلا تردد.
أركان الإيمان:
الركن الأول : الإيمان بالله تعالى ،وهو نوعان : إجمالي وتفصيلي.
أ - هو الاعتقاد بأن الله متصف بكل كمال ، ومنزة عن كل نقصان ، وجائز عليه فعل كل ممكن وتركه : كأن يرزق فلانًا أو لا يرزقه.
18