الرسائل الأدبية

الجاحظ ت. 255 هجري
165

الرسائل الأدبية

الناشر

دار ومكتبة الهلال

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

تصانيف

البلاغة
ودع ما كنت فيه من طلب الغلمان والانهماك فيهم، مع هذه السنّ التي قد بلغتها. قال: جزاكم الله خيرا؛ فقد علمت أنّ فرط العناية والمودّة دعاكم إلى عظتي. ولكنّي اعتدت هذه الصناعة وأنا صغير، وقد علمتم ما قال بعض الحكماء: ما أشدّ فطام الكبير! قال الشاعر: والشيخ لا يترك أخلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه فقاموا من عنده آيسين من فلاحه. ٢- قال: كان رجل من اللّاطة وله بنون لهم أقدار ومروءات، فشانهم بمشيته مع الغلمان وطلبه لهم، فعاتبوه وقالوا: نحن نشتري لك من الوصائف على ما تشتهي، تشتغل بهنّ، فقد فضحتنا في الناس. فقال: هبكم تشترون لي ما ذكرتم فكيف لشيخكم بحرارة الجلجلتين! فتركوا عتابه وعلموا أنّه لا حيلة فيه. ٣- وقال بعض اللّوطيين: إنّما خلق الأير للفقحة، مدوّر لمدوّرة؛ ولو كان للحر كان على صيغة الطّبرزين. وقال شاعرهم: إذا وجدت صغيرا ... وكأت أصل الحماره وإن أصبت كبيرا ... قصدت قصد الحراره فما أبالي كبيرا ... قصدت أو ذا غراره ٤- وقيل لامرأة من الأشراف كانت من المتزوّجات: ما بالك مع جمالك وشرفك لا تمكثين مع زوجك إلّا يسيرا حتى يطلّقك؟ قالت: يريدون الضّيق، ضيّق الله عليهم.

1 / 186