وإذا كان محالا أن يجد المرء بعد أبويه من يعوله، ويحدب عليه، ويمنحه من العطف والحنان ما كان جديرا أن يفوز به لو عاش أبواه، فكذلك لا يجد قيس من بين النساء من تبره بر لبنى، وهذا وجه الحسن في هذين البيتين، اللذين يفيضان نارا وحرقة. وقال ابن المعتز:
إلى الله أشكو الشوق لا إن لقيتها
يقل ولا إن بنت يخلقه الدهر
مقيم على الأحشاء قد قطعت به
فساعته يوم وليلته دهر
ولم يذكر الشاعر هنا من موجب الشكوى غير فرط حبه، وخلود وجده، وإنما يشكو المحب قسوة الهجر، ومرارة الصدود. وقال معين الدين الخطيب في الشكوى من لوعته وحسن محبوبه:
أشكو إلى الله من نارين واحدة
في وجنتيه وأخرى منه في كبدي
ومن سقامين سقم قد أحل دمي
من الجفون وسقم حل في جسدي
صفحة غير معروفة