نعم وأرى الهلال كما تراه
ويعلوها النهار كما علاني
وما الذي يضير أعداء المحب من أن يرى القمر كما تراه، ويعلوها النهار كما علاه، ما داموا قد أبعدوه عنها، وحرموه منها. وقد تنبه بعض الأعراب إلى تفاهة هذه القناعة فقال:
بربك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفت عليك فروع ليلى
رفيف الأقحوانة في شذاها
على أنه لا ينبغي ألا ينسينا جمال هذا الخيال ما في شعر جحدر وأمثاله من روعة الصدق، وجلال الوفاء. وماذا عسى أن تكون الصبابة إن لم يصبح البكاء أشهى من الحديث المعسول، حين يغدو المحب ولا أمل له في غير الوجد المشبوب، والدمع المسكوب، والصبر المغلوب!
من أجل هذا نخالف أستاذنا الجليل الشيخ سيد المرصفي، ونرجوه أن يصفح عن إعجابنا بقول قيس بن ذريح في الاكتفاء بدمعه الدائم، وحزنه المقيم:
فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها
صفحة غير معروفة