وإني ليروقني قوله: (وأسأل عنها الركب عهدهم عهدي) فإنه يدل على حيرة ووله، إذ كان يسأل من لا يعلم من أخبارها شيئا، استرواحا بالسؤال عنها، وكذلك يفعل المشوق! ولا يبعد أن يستنكر الغواني فيض الدموع على اللحية في هذا الشعر؛ لأن الأمر كما قال أبو تمام:
أجلى الرجال من النساء مواقعا
من كان أشبههم بهن خدودا
وقاتل الله الشيب، ولا عفا عن جنايته على الشباب!
ومنهم من يبكي عند ظهور المعالم، أو مطالعة الرسوم، كما قال ابن الدمينة:
هل الحب إلا زفرة بعد زفرة
وحر على الأحشاء ليس له برد
وفيض دموع العين يا مي كلما
بدا علم من أرضكم لم يكن يبدو
وما كان الحب زفرة ولا عبرة، كما قال ابن الدمينة - ولكنه شيء به الروح تكلف - وما أحسن قول ابن أسباط القيرواني:
صفحة غير معروفة