ففي قرب من أهوى وبعد أخي اللوم
وإن كان لي فيما قضيت مساءة
فحزن على النائين جيرتي القدم
وإن شئت لي يوما جوارك فلأكن
شهيد الجوى لا نضوهم ولا سقم
وطول حسابي في المعاد على الهوى
فطول أحاديث الصبابة من همي
وما كان أغناني عن الفزع إلى حكم الأخلاق، لأرجع الخير والشر إلى النيات، لا إلى الأعمال، فقد آن لنا أن نعرف أن من الحق، بل من الواجب، أن ندرس الجمال، وأن نتغنى به، وأن نصفه بالنثر البليغ، والشعر الجميل، وأن نكتب عمن كلفوا بالحسن: من العشاق، والشعراء.
ولقد يروون عن رسول الله أنه قال: «إن الله ليعجب من شاب لا صبوة له.» وأنا لا أريد أن يعجب الله منى! وسينكر المتعنتون هذا الحديث، وأنا قبلهم لا أجزم بصحته، ولكني أثق بأنه يقرر حقيقة واقعة، فما كان الله ليخلق الجمال لنعمى عنه، أو لنرمي عشاقه بالإثم والفجور، وهؤلاء المتزمتون الأغبياء لا يملون من الدعوة إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة، لهم الويل! وهل الإنسان إلا لباب الطبيعة، وسرها المكنون؟!
وماذا أصنع بالأشجار، والأزهار، والثمار، والأنهار، والكواكب، والنجوم، والسهول، والحزون، والجبال، والوديان، والطيور الصوادح، والظباء السوانح؟
صفحة غير معروفة