وإن عز حاميها وجم عديدها
إذا ما رمتني ذات دل رميتها
بعين لها منها مقيد يقيدها
على أنني لا أمنع أحدا من أن يسيء الظن بما كتبت منذ سنين، فإن الذي يطمع في معرفة النفس البشرية، لا يبخل بوضع نفسه على المشرحة، ليسهل عليه وعلى غيره التحليل، ومثله في ذلك مثل الطبيب المخلص لعلمه، لا يبخل بتضحية نفسه وهو يفحص صرعى السل والتيفوس، فهل يعقل هؤلاء الذين يطيعون أهواءهم، وشهواتهم، فينسون أنفسهم، ويسلقون إخوانهم بألسنة حداد؟
إن قليلا من الروية والأناة لكاف لسلامتنا من الزلل والعثار، حين الحكم على ما يعمل الناس وما يقولون.
4
وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل أسرف الكاتب حين هم بنشر مدامع العشاق في جريدة الصباح سنة 1922 وافتتحها بهذه الكلمة الجريئة، موجهة إلى إحدى العذارى.
قضي الأمر، وأصبحت حيا كميت، وموجودا كمعدوم! فما ضرني لو أذعت هذا الحب، وما أبقى هواك منى ما أسمع به ملاما أو أرى وجه عذول؟
على أن قلبي يحدثني بأن الإشادة بما بيننا من هوى قد تزيد حقد الحاقدين، وما إلى ردعهم سبيل! وأنت المعنية بهذا الإشفاق، أما أنا فما كنت لأرهب قوما لا سلاح لهم غير القيل والقال.
فليت رجالا فيك قد نذروا دمي
صفحة غير معروفة