9
وهذه الظروف ترينا أن كعب بن زهير لم يقل لاميته وهو مأخوذ بعاطفة دينية قوية، تسمو به إلى روح التصوف، إنما هي قصيدة من قصائد المديح، يقولها الرجل حين يرجو أو يخاف، وليست من المدائح النبوية في شيء. (5)
تقع لامية كعب في ثمانية وخمسين بيتا، وهي من الشعر المحكم الرصين - وإن خلت من قوة الروح - وتجري على التقاليد الأدبية لشعراء الجاهلية ، فيبدؤها الشاعر بهذا النسيب :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكى قصر منها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
صفحة غير معروفة