المعونة على مذهب عالم المدينة «الإمام مالك بن أنس»
محقق
حميش عبد الحق
الناشر
المكتبة التجارية
مكان النشر
مصطفى أحمد الباز - مكة المكرمة
تصانيف
وابن وهب (^١)، ومحمد بن عبد الحكم (^٢)، لقوله: "ﷺ: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها" (^٣)، ولأن كل ترتيب وجب مع سعة الوقت وجب مع ضيقه، أصله الأركان.
فصل [٢ - من دخل في الحاضرة ثم ذكر الفائتة]:
إن دخل في الحاضرة ثم ذكر الفائتة بطلت عليه وعلى من خلفه، وقيل: تبطل عليه ولا تبطل على من خلفه كالحدث (^٤)، فوجه الأول: أن الترتيب هو نفس [الصلاة] (^٥) أو شرط لا يتصور انقطاعه عنها، فكان متعديًا إلى فساد صلاة المأموم اعتبارًا بنسيان تكبيرة الإحرام والقراءة، ويفارق نسيان الطهارة لأنها ذكر منفصل عن الصلاة غير مرتبط بفعلها، ووجه الثاني: اعتباره بالحدث بعلة أنه معنى يفسد الصلاة، أو ذكرها قبل الدخول فيها لم يجز ابتداؤها معه فلم تتعد إلى صلاة المأموم.
فصل [٣ - من نسي الصبح ثم ذكرها عند الغروب بعد أن صلى الظهر والعصر]:
ومن نسي الصبح ثم صلى بعدها الظهر والعصر ثم ذكرها عند الغروب أتى بالصبح (^٦)، لأنها قد تعلقت بذمته واستحببنا له إعادة الظهر والعصر لأجل الترتيب، فإن لم يفعل فلا شيء عليه لأن الترتيب مشترط بالذكر ساقط بالنسيان
(^١) انظر: الكافي ص ٥٣ - ٥٤. (^٢) محمَّد بن عبد الحكم: هو أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، سمع من أبيه وأشهب وابن القاسم وابن وهب، وروي عنه: أبو بكر النيسابوري وأبو حاتم الرازي وأبو جعفر الطبري، كان فقيه مصر من آثاره: أحكام القرآن (ت ٢٨٢ هـ) (ترتيب المدارك: ٣/ ٦٢). (^٣) سبق تخريج الحديث في الصفحة (٢٤٣). (^٤) انظر: المدونة: ١/ ١٢٢ - ١٢٥، التفريع: ١/ ٢٥٣، الكافي ص ٥٥. (^٥) ما بين معقوفتين مطموسة في جميع النسخ. (^٦) انظر: المدونة: ١/ ١٢٣ - ١٢٤، التفريع: ١/ ٢٥٣، الكافي ص ٥٥.
1 / 273