معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث و¶ من الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم
الناشر
دار الباز
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤٠٥هـ
سنة النشر
١٩٨٤م
ويروى عن مجاهد، قال نفخر على التابعين بأربعة: "قارئنا" عبد الله بن السائب، "ومفتينا" ابن عباس، "ومؤذننا" أبو محذورة، "وقاضينا" عبيد بن عمير، يعني أهل مكة.
قال العجلي: كانت امرأة جميلة بمكة وكان لها زوج، فنظرت يومًا إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها: أترى يرى أحد هذا الوجه لا يفتن به؟ قال: نعم، قالت: من؟ قال: عبيد بن عمير، قالت فأذن لي فيه فلأفتننه، قال: قد أذنت لك! قال: فأتته كالمستفتية، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام، قال فأسفرت عن مثل فلقه القمر، فقال لها: يا أمة الله! فقالت: إني قد فتنت بك فانظر في أمري؟ قال: إني سائلك عن شيء فإن صدقت نظرت في أمرك، قالت: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك، قال: أخبريني لو أن ملك الموت أتاك يقبض روحك أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت. قال: فلو أدخلت في قبرك فأجلست للمساءلة أكان يسرك أنى قد قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال صدقت. قال: فلو أن الناس أعطوا كتبهم لا تدرين تأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت قال: فلو أردت المرور على الصراط ولا تدرين تنحني أم لا تنحني كان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت. قال: فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين تخفين أم تثقلين كان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت. قال: فلو وقعت بين يدي الله للمساءلة كان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت. قال اتق الله يا أمة الله فقد أنعم الله عليك، وأحسن إليك. قال: فرجعت إلى زوجها، فقال: ما صنعت؟ قالت: أنت بطال ونحن بطالون، فأقبلت على الصلاة والصوم
1 / 322