117

المعرفة والتاريخ

محقق

أكرم ضياء العمري

الناشر

مطبعة الإرشاد

رقم الإصدار

[الأولى للمحقق] ١٣٩٣ هـ

سنة النشر

١٩٧٤ م

مكان النشر

بغداد

قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: مَاتَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ.
وَخَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ حَاجًّا، فَأَحْرَمَ مِنَ الْحِيرَةِ، وَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ، وَصَدَرَ أَبُو جَعْفَرٍ مَصْدَرَهُ عَنِ الْحَجِّ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَتَوَجَّهَ مِنْهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَوَفَدَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
«وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ قَالَ يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: تَلِي لِي مِصْرَ؟ قُلْتُ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَضْعُفُ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي.
فَقَالَ: مَا بِكَ ضَعْفٌ مَعِي، وَلَكِنْ ضَعْفُ نِيَّتِكَ عَنِ الْعَمَلِ فِي ذَلِكَ لِي» [١]، أَتُرِيدُ قوة أقوى مني ومن عملي!! فاما إذ أَبَيْتَ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُقَلِّدُهُ أَمْرَ مِصْرَ؟ قُلْتُ: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ، رَجُلُ صَلَاحٍ وله عشيرة. قال: فبلغه ذلك، فعاهد اللَّهَ ﷿ أَنْ لَا يُكَلِّمَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ.
وَكَانَ [٢] أَبُو مُسْلِمٍ اسْتَخْلَفَهُ حِينَ شَخَصَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقُتِلَ بِمَرْوَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَوَلِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ [٣] بَعْدَ مَقْتَلِ أبي داود.

[١] الخطيب: تاريخ بغداد ١٣/ ٥، لكنه يذكر «ضعفت» بدل «ضعف» الثانية.
[٢] يبدو وقوع سقط قبل «وكان» . وكان ابو مسلم قد استخلف- حين شخص الى العراق- على خراسان أبا داود خالد بن إبراهيم الذهلي (خليفة: التأريخ ٤٦٣، والطبري: تأريخ ٧/ ٤٨٥) .
[٣] المعروف أن الّذي تولّى خراسان بعد أبي داود الذهلي هو عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي (خليفة: التأريخ ٤٦٣، والطبري:
تأريخ ٧/ ٥٠٣) .

1 / 123