تقديم (1) (الحكمة ضالة المؤمن) يأخذها متى وجدها ويتلقاها من الافواه، ويجعلها مرآة صافية يرى فيها عيوبه ونواقصه، ذلك لانه دائم الجهاد في تهذيب النفس والتحلي بالكلمات والتخلي عما يشينه، لا يدع فرصة لاضافة حسنة إلى محاسنه والازدياد في مكارمه الاخلاقية إلا واقتنصها. هكذا شأن المؤمن الذي قياده بيد عقله وقد سيطر على نفسه، فانه يسير في طريقه اللاحب بنور العقل مبتعدا عن الزلات ومجانبا مهاوي الشهوات، وهو يستفيد من تجاربه ويستضئ بما أثر عن العظماء الماضين الذين خلفوا بعدهم هذه الكثرة الكاثرة من الحكم المنثورة والطرائف المنظومة والعلم المأثور. إن هذه الازهار المبهجة والرياحين العطرة والورود الفواحة المنضدة في بساتين الكتب والاسفار لمما تفتح للانسانية آفاقا من الخير والصلاح لو أدمن الناس على قراءتها وحافظوا على العمل بها وطبقوها على أفعالهم وأقوالهم، وخاصة تلك التي أثرت عن النبي العظيم والائمة الهداة عليهم الصلاة والسلام، الذينهم مصابيح الظلام ومرشدو البشر إلى ما فيه خير الدنيا وسعادة الاخرة. (2) ولقد أقبل علماء الاسلام على ما روي عن النبي والائمة عليهم السلام، وما أثر عن الفلاسفة والمفكرين من المسلمين وغير المسلمين اقبالا عظيما، فجمعوا تلك الكلم والحكم في كتبهم ومؤلفاتهم بشتى الالوان والاشكال حسب أغراضهم وأذواقهم.
--- [ 10 ]
صفحة ٩