وعز القدر وطرح مؤن الاستكبار ولا تضع المعروف ثلاثه: اللئيم فانه بمنزلة السبخة والفاحش فانه يرى أن الذي صنعت إليه إنما هو مخافة لفحشه والاحمق فانه يعرف ما اسديت إليه. واعلم ان الشكر ثلاث منازل: هو لمن فوقك بالطاعة ولنظيرك بالمكافاة ولمن دونك بالافضال ولا تطلب حاجتك يا بني من ثلاثة: لا من كذاب فانه يقربها (1) بالقول ويباعدها بالفعل ولا من احمق فانه يريد ينفعك فيضرك ولا ممن له أكلة من جهة رجل فانه يؤثر أكلته على حاجتك واياك يا بني والكذب فان المرء لا يكذب إلا من أحد ثلاثة اشياء: أما لمهانة نفسه لسخافة رأيه أو لغلبة جهله واحذر مشاورة ثلاثة الجاهل والحاسد وصاحب الهوى. واعلم ان ثلاثة أفضل ما كان لا غناء بهم عن ثلاثة: أحزم ما يكون الرجل لا غنى به عن مشاورة ذوي الرأى وأعف ما تكون المرأه لا غنى بها عن الزوج واوفر ما تكون الدابة لا غنى عن الوسط. وثلاث هن للكافر مثل ما هن للمسلم: من استشارك فانصح له ومن ائتمنك على امانة فأدها ومن كان بينك وبينه رحم فصلها وقيل لاعرابي: ما تفتنهم (2) من اميرك ؟ فقال: ثلاث خلال: يفضى بالعشوة ويطيل النشوة (3) ويقبل الرشوه. وقيل لثلاثة مجتمعين: السرور فقال الاول منهم السرور مجتمع في ثلاث: امرأه حسناء ودار قرور (4) وفرس مرتبط. وقال الثاني: السرور مجتمع ثلاث: لواء منشور وجلوس على السرير والسلام ايها الامير. وقال الثالث: السرور مجتمع في ثلاث: رفع الاولياء وحط الاعداء وطول البقاء مع القدره والنماء.
---
(1) في الاصل (فانها يقى بها). (2) كذا في الاصل، ولعله (ما تتهم). (3) العشوة بفتح العين: ركوب الامر على غير بيان. والنشوة بفتح النون: السكر أو أوله. (4) القرور بضم القاف: الثابت، وكأنه يريد الدار التي هي ملك الانسان.
--- [ 39 ]
صفحة ٣٨