كيف لا نفلح، شدد عزمك إلى الشأو المطلوب ندرك يقينا ما نشاء. متى ران الكرى على عيون «دنكان» وأماله الإعياء من السفر فسأسقي حاجبيه من النبيذ الممزوج بالعقاقير فوق ما يطيقان، فيسكران سكرا يفقدان معه الذاكرة، حارسة العقل، فتتصاعد كالدخان، ويصبح رأس كل منهما كالإنبيق، فإذا ناما غريقين بالخمر نوما شبيها بالموت، كان أيسر شيء علينا، و«دنكان» في عزلته وانفراده، أن نقضي عليه كما نهوى، ثم أن نترك على ضابطيه علقا من الدم يثبت بلا ريب أنهما هما القاتلان.
مكبث :
لا تلدي إلا صبية ذكورا؛ لأن الفطرة الجافية التي فطرت عليها، لا ينبغي أن تنتج غير الفحول. إنا إذا فرغنا من تلطيخ ذينك الحاجبين بالدم واستخدمنا لمأربنا خنجريهما، فمن ذا يشك في أن تلك الجناية إنما هي من صنع أيديهما؟!
لادي مكبث :
ومن ذا الذي يخطر على باله غير ذلك، حينما نجهر بالإعوال، ونجهش بالبكاء أسفا على موت الفقيد؟! (يسمع معزف.)
مكبث :
هذا هو المعزف المؤذن بوصول الملك. هلم نتلقه بوجه صاف، فإن خدع الظواهر هي خير ما تخبأ به مفاسد الضمائر، أما أنا فقد نويت فأمضيت، وسأعمل كل قوى جسدي وقلبي لتحقيق هذه الأمنية الرائعة. (يتجه نحو الباب فإذا الملك يدخل.) (الملك، بنكو، لينكوس، دوبلنان، ملكولم، رس، أنجوس، حشم.)
الملك :
لا تعجب من مفاجأتي، فقد نسيت شيخوختي، أو تناسيتها حينا، وأسرعت لأدرك اللادي مكبث وقرينها النبيل قبل أن يحملا مشقة السعي للترحيب بنا.
لادي مكبث :
صفحة غير معروفة