المعارف
محقق
ثروت عكاشة
الناشر
الهيئة المصرية العامة للكتاب
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٩٢ م
مكان النشر
القاهرة
وتثور الرّاونديّة «١» بأبي جعفر المنصور في مدينته «الهاشمية» فيكره سُكناها- وإلى جانب «الهاشمية»: «الكوفة» - وهو لا يأمن أهلها على نفسه، فيخرج يرتاد له موضعا يتخذه مقاما له ولجنده، فينحدر إلى «جرجرايا»، ثم يصير إلى «بغداد» ويتركها ويمضى إلى «الموصل» ثم يعود إليها ثانية «٢» .
ويسأل «أبو جعفر» عن اسمها فيخبر به، فيقول: هذه والله المدينة التي أعلمنى بها أبى «محمد بن عليّ» أنّى أبنيها وأنزلها وينزلها ولدى من بعدي «٣» .
وقيل إن متطببا نصرانيّا «بالمدائن» هو الّذي أنهى إلى «المنصور» - وقد علم السبب في خروجه- أن رجلا يدعى مقلاصا، «٤» يبنى مدينة بين «دجلة» و«الصّراة»، فيقول المنصور: إني والله كنت أدعى مقلاصا وأنا صبىّ، ثم زال عنى «٥» .
ويقال: إن أبا جعفر لما عاد إليها من الموصل قال: هذا موضع معسكر صالح، هذه «دجلة»، ليس بيننا وبين «الصين» شيء، يأتينا فيها كل ما في البحر، تأتينا الميرة من الجزيرة وأرمينية وما حول ذلك. وهذا «الفرات»، يجيء فيه كل شيء من الشام والرّقة وما حول ذلك. فنزل وضرب عسكره على الصراة واختط المدينة «٦» .
وفرغ أبو جعفر المنصور من بنائها سنة ١٤٦ من الهجرة، ونزلها مع جنده وسماها: مدينة السلام «٧» .
المقدمة / 29