معاهدة التنصيص
محقق
محمد محيي الدين عبد الحميد
الناشر
عالم الكتب
مكان النشر
بيروت
وَقد أَخذ أَبُو الشيص قَول عمر بن أبي ربيعَة فَقَالَ
(لَقدْ جَرى الحُبُّ مِني ... مَجرَى دَمي فِي عروقي) // المجتث // وَأَخذه أَبُو الطّيب فَقَالَ
(جَرَى حُبها مَجرَى دَمى فِي مَفاصلي ... فأصبحَ لي عَنْ كلِّ شُغلٍ بهَا شغل) // الطَّوِيل //
وَقَالَ أَبُو الْفرج بن هندو
(فَتمشتْ فِي قْلبيَ المْهمومِ ... كتَمشَّي الدِّرياقِ فِي المسموم) // الْخَفِيف //
وأتى عبد الله بن الْحجَّاج بِهَذَا الْمَعْنى من غير تَشْبِيه فَقَالَ
(فَبِتُّ أسَقَّاها سُلافًا مُدامَةً ... لهَا فِي عِظام الشَّاربين دَبيبُ) // الطَّوِيل //
وَمَا أحسن قَول بَعضهم
(وَفي الظّعائنِ مَهضومُ الحَشا غَنِجٌ ... يَخطو بأعطْافِ كَسلان الخُطا ثَملِ)
(ظَبيٌ مَشيَ الوردُ مِنْ لحظي بوجنتهِ ... مَشْيَ اللواحظِ مِنْ عينيهِ فِي أجلى) // الْبَسِيط //
وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَوْلَا أَن الْعَامَّة ابتذلت هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وهما لأبي نواس لكتبتهما بِالذَّهَب وهما قَوْله
(وَلوْ أنيِّ استزدتك فَوقَ مَا بيِ ... منَ الْبلوى لأعْجزَكَ الْمزيدُ)
(وَلو عُرِضَتْ عَلَى المَوْتَى حَياةٌ ... بِعيشٍ مِثْلِ عيشي لم يُرِيدُوا) // الوافر //
وَكَانَ الْمَأْمُون يَقُول لَو وصفت الدُّنْيَا نَفسهَا لما وصفت بِمثل قَول أبي نواس
(ألاَ كلُّ حيٍّ هَالكٌ وابْنُ هالكٍ ... وَذُو نسب فِي الْهالكين عَريقِ)
1 / 88