فارحل إلى الصفوة من هاشم ... ليس قداماها كأذنابها قال: فوقع في نفسي حب الإسلام ورغبت فيه فلما أصبحت شددت على راحلتي فانطلقت متوجها إلى مكة، فلما كنت ببعض الطرق أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة، فأتيت المدينة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فانتهيت إلى المسجد فعقلت ناقتي، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله أصحابه، فقلت: اسمع مقالتي يا رسول الله.
فقال أبو بكر رضي الله عنه: ادنه، ادنه، فلم يزل بي حتى صرت بين يديه، فقال: هات فأخبرني بإتيانك ريك؟
فقلت:
أتاني نجيي بعد هدء ورقدة ... ولم يك فيما قد تلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة ... أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت من ذيلي الإزار ووسطت ... بي الذغلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره ... وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى ... وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغني عن سواد بن قارب
قال: ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمقالتي فرحا شديدا حتى رئي الفرح في وجوههم.
قال: فوثب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فالتزمه فقال: لقد كنت أحب أن أسمع هذا الحديث منك، فأخبرني عن ريك هل يأتيك اليوم؟
صفحة ١٦٤