202

المبعث والمغازي

تصانيف

فلما سمع بذلك حكيم بن حزام مشى في الناس حتى أتى عتبة بن ربيعة فقال: يا أبا الوليد أنت كبير قريش اليوم وسيدها والمطاع فيها فهل لك أن لا تزال تذكر بخير آخر الدهر؟

قال: وما ذاك يا حكيم؟ قال: ترجع الناس وتحمل أمر حليفك قال: قد فعلت، أنت علي بذاك إنما هو حليفي فعلي عقله يعني عمرو بن الحضرمي وما أصيب من ماله، ولكن إيت ابن الحنظلية فإني لا أخشى على الناس من غيره -يعني أبا جهل- ثم قام عتبة فقال:

يا معشر قريش! والله لئن أصبتم محمدا لا يزال الرجل ينظر في وجه الرجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته فارجعوا وخلوا بين محمد وسائر العرب فإن أصابوه فذلك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك لم تعدموا منه ما تريدون.

فجاء حكيم بن حزام أبا جهل، فوجده قد نثل أو قال: نشل درعا له من جرابها وهو يهيئها فقال:

يا أبا حكيم إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا، فقال أبو جهل:

انتفخ والله سحره، كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد.

صفحة ٣٠١