الْجُمْلَة الأولى إِلَى الْجُمْلَة الثَّانِيَة كحاجة الْجُزْء الأول من الْجُمْلَة إِلَى الْجُزْء الثَّانِي نَحْو زيد أَخُوك وَقَامَ أَبوك
وَهَكَذَا يَتَّضِح مِمَّا سبق أَن الَّذين جعلُوا الشَّرْط وَالْجَوَاب مَعًا هما الْخَبَر خالفوا مَا اصْطلحَ عَلَيْهِ جلة النَّحْوِيين وجمهورهم من معنى الْجُمْلَة وجاؤوا بِمَا لَا نَظِير لَهُ فِي النَّحْو وهم لم يذهبوا هَذَا الْمَذْهَب إِلَّا لِأَن الشَّرْط وَحده لَا يتم الْمَعْنى فشدوا إِلَيْهِ جَوَابه وَجعلُوا الْجَمِيع خَبرا مَعَ أَن كلا من الشَّرْط وَالْجَوَاب جملَة مُسْتَقلَّة قَائِمَة بِنَفسِهَا وَلَوْلَا أَدَاة الشَّرْط لما ترتبت إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى وَلما كَانَتَا متلازمتين وهما متلازمتان معنى وَلَيْسَ مَا يمْنَع أَن يكون لكل مِنْهُمَا مَحل من الْإِعْرَاب وتلازمهما كتلازم الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر وكتلازم الِاسْم الْمَوْصُول وصلته وَهُوَ تلازم معنوي لَا يَقْتَضِي التلازم فِي الْإِعْرَاب وَدخُول أَدَاة الشَّرْط لَا يفك العلاقة الإسنادية بَين المركبين فِي الْجُمْلَة الْوَاحِدَة وَإِنَّمَا يَجْعَل بَين الجملتين أَو الوحدتين علاقَة تلازم معنوي أَي أَن أَدَاة الشَّرْط تدخل لتدل على أَن معنى الْجَواب وَهُوَ معنى مُسْتَقل أصلا بِنَفسِهِ لَا يتَحَقَّق إِلَّا إِذا تحقق معنى آخر مُسْتَقل بِنَفسِهِ أَيْضا فِي الأَصْل وَهُوَ معنى الشَّرْط
وحسبنا أَن الزَّمَخْشَرِيّ نَفسه وَهُوَ الَّذِي جعل الْكَلَام مرادفا للجملة كَمَا سلف القَوْل وَالْكَلَام عِنْده هُوَ الْمُفِيد جعل للشّرط جملتين كَسَائِر النُّحَاة فَقَالَ وَمن أَصْنَاف الْحُرُوف حرفا الشَّرْط وهما إِن وَلَو يدخلَانِ على جملتين فيجعلان الأولى شرطا وَالثَّانيَِة جَزَاء
1 / 56