مباحث في علم القراءات مع بيان أصول رواية حفص
الناشر
دار الكلمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
والأدلة على وجوب التلاوة المجودة كثيرة، من الكتاب والسنة والإجماع
أما من الكتاب:
فقول الله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: ٤] والأمر في الآية للوجوب، أما كيفية الترتيل فتكون بالتلقي عن علماء القراءات.
وقد أثنى الله ﵎ على حفظة القرآن بقوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ [البقرة: ١٢١] قال
الإمام الشوكاني في تفسيره: أي يقرءونه حق قراءته ولا يحرفونه ولا يبدلونه.
قال ابن مسعود: «والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله» (١).
وإذا كان الله ﷿ قد مدح الذين يتلون الكتاب حق تلاوته، فبمفهوم المخالفة يتبين ذم الذين لا يحسنون تلاوة القرآن ولا يراعون الأحكام.
والدليل من السنة:
ما ثبت من حديث موسى بن يزيد الكندي ﵁ قال: كان ابن مسعود ﵁ يقرئ رجلا فقرأ الرجل: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ [التوبة: ٦٠] مرسلة. فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله ﷺ فقال الرجل: وكيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال أقرأنيها هكذا: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ومدها (٢).
«وهكذا أنكر ابن مسعود ﵁ على الرجل أن يقرأ كلمة (الفقراء) بالقصر لأن النبي ﷺ أقرأه إياها بالمد، فدل ذلك على وجوب تلاوة القرآن تلاوة صحيحة وهي الموافقة لأحكام التجويد» (٣).
_________
(١) تفسير ابن كثير.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور والطبراني وابن مردويه ورجاله ثقات.
(٣) غاية المريد في علم التجويد.
1 / 33