ثم قرأت فيه قصيدة لحافظ أفندي إبراهيم في فكتور هوجو، وفيها هذان البيتان:
كتب المنفي سطرا للذي
جاده العفو ألا اقرأ واعجب
أبريء يعفو عنه مذنب
كيف تسدي العفو كف المذنب؟
وحافظ - ولا أطريه - شعره كالبنيان المرصوص، متين لا تجد فيه متهدما، وقد لمته يوما على إقلاله، وقلت له: «ألعل الشهرة أضاعتك؟» فقال لي: «وهل نسيت المكان والزمان أم نسيت ...؟» فأوقفته عني، ووجدته صادقا في القولين، ثم قرأت له فيه هذه الأبيات في «مصر والشام»:
ماذا جنيت وما جناه بنوك
أظلمتهم يا مصر أم ظلموك؟
فبسمت للغرب الطموح وأهله
ومنحتهم فوق الذي منحوك
صفحة غير معروفة