24 - وقائع السنة ذات الطالع الميمون وهي سنة ألف ومائتين وخمس
عشرة، وتحرك موكب الهمايون إلى خراسان، والأخبار الواردة عن أحوال تلك المنطقة:
بعد انقضاء حفل النوروز، وبينما كان الحضرة العلية السلطانية مع قرينه الطالع الميمون ورفيقة الإقبال المتزايد يوما بعد يوم فى حفل المشورة الخاص بمحادثة إطلاق مقدمة راية الهمايون إلى جانب مملكة خراسان ذات الفيض الظاهر، ففى تلك الأثناء قدم" طرهباز خان" الأفغانى بإشارة من الشاه زمان ومن قبل الوزير الأعظم وفادار خان عند اعتماد الدولة الحاج إبراهيم خان، فكانت خلاصة رسالته ونقاوة فكره الفج ذلك بأنه:" لا الشاه زمان يسحب قدما عن جادة الخضوع والإطاعة، ولا الخاقان فاتح البلاد يحرك جواد مجرة العنان وجيش الشجعان بعزم السفر إلى خراسان" فتغبر خاطر شمس المآثر السلطانية بسبب طلبهم، وأعرض وجه الهمايون عن قبول ملتمسهم، وعزم التوجه إلى ناحية خراسان لهم.
وبسبب القرار الذى ورد ضمن الروايات السابقة، صار ازدياد الإشفاق بشأن صادق خان المنافق باعثا أكثر على الخيانة وأظهرت خيانته يوما بعد يوم، فكان يتلاعب فى مقام احتياله وغدره [ص 64] ومن بينها أنه أغوى ممش خان الكردى، وكان قد يأسه فى معاقبته ومصادرته من قبل كسرى الذى فى تحمله كالجبل بعلة عدم اقتضاء الوقت، وقبل عدة أيام من ثورته سرت إشارة بالقبض عليه وحبسه، وفى فراش المرض نامت عينه فى ذلة عن رؤية العالم مثلما [نامت] عين الفتنة فى هذا العهد وودع الحياة، وجاء ساروخان أخوه أحمر الوجه بمشيخة طائفة شقاقى وجاء أخوه الآخر محمد على سلطان بلقب" خان" وقيادة فرسان شقاقى المحبين للشهرة، وعندئذ سمح لطرهباز خان بالانصراف المكرم، ودون فى جوابه أن سلسلة العقد الملكية مربوطة برباط الخنجر الحاد وأن عقدة أمر حمى الدنيا مفتوحة بأنامل السهم والسيف، ولا بد لنا نحن النواب الهمايون (السلطان) من المطالبة بالملك الموروث وإخضاع خراسان، وإذا كان لهم أيضا ادعاء موجود فى ملك خراسان، فقطعه وفصله بلسان السيف الواضح كالشمس وإجابة الرسالة هى السيف والرمح.
صفحة ٩٤