وبعد عرض هذا الحال على بلاط صاحب الشوكة النواب نائب السلطنة أذن لفتحعلى خان القاجارى حاكم خوى وسلماس وعسكر خان الأفشارى أمير طائفة الأكراد الروميين بالرد على هذه الحركة الشاذة وتأديب درويش باشا؛ جزاء لتمرده على الدولتين، فتوجها المشار إليهما أيضا مع جمع الأكراد الروميين والخوئيين بغرض القصاص، وقدما إلى المواقع التى تحت سيطرة يحيى بك والذى بمجرد إخباره، أرسل أمواله ورعيته ونساءه وأطفال مسلمى ذلك المكان إلى الأمكنة البعيدة والصعبة، ولم تكن له الفرصة لأن ينقذ أطفال آرامنة ذلك المكان أيضا من تلك الورطة، وحمل جمعه ودرويش باشا، الذى كان قد استعد من جديد بغرض الإغارة والنهب، وتوقف فى المكان، الذى كان يعلم أنه صعب، على رأس طريق السيل المفاجئ الجيش الجرار، ولكن بمجرد قدوم الجنود المظفرة، لم يحتمل حرارة المقاومة وهرب فتفسخ كيان جمعه عن بعضه البعض، وكان الفرسان المذكورون أيضا قد وصلوا إلى نساء وأطفال الأرمن الذين كانوا زائدين عن العد والإحصاء [ص 261] وأسروهم جميعا، ومن هذا المنطلق، قتل أخوه إسماعيل آغا، وكان عرق حمية سائر الأكراد قد أخذ فى التحرك وفار دم العصبية القبلية، ووقع مواساة الخاطر. وبعد ذلك، منح النواب نائب السلطنة مرة ثانية وطبقا للمطلوب يس زاده عبد الوهاب أفندى سفير الدولة العثمانية الأموال الضخمة من أجل نفقات جالبى الأسرى من خزانة الرئاسة، واشترى الأسرى جميعا، وردهم إلى أصحابهم لفرط مرحمة جبلته وطبعه. ولكنه أصدر القرار:" بأنه إذا ظهرت بعد هذا الحركة نفسه والفعل نفسه من درويش باشا وأتباعه، فيجرى عليه وعلى عياله ما جرى نفسه ويزيل وشم عار تمرده وعصيانه من على وجه الدولة العلية العثمانية، ويجعل عابد الباشا الآخر، وهو المكلف من قبل تلك الدولة، على حكومة" وان"، ويجعله مستقلا فى الولاية بمعاونة حماية النواب نائب السلطنة له.
ولأنه كان قد وصل من البلاط السلطانى، فى أثناء توقف الموكب العالى فى مرج" كلنبر" الفرمان المبارك، ومضمونه هو:" أن عبد الرحمن باشا [والى] بيان، الذى كان دائما مستظلا بظلال الدولة الخالدة، ذهب إلى بغداد دون إذن وتصريح له وقتل سليمان باشا وزيرها، وكان قد أرسل الأموال الكثيرة وكثيرا من المدفعية من بغداد إلى كوى وحرير، وفى هذه الأثناء من ذلك الجانب أذل وأهان غالب أفندى رئيس الكتاب السابق فى الدولة العثمانية وهتك حرمته بطريقة غير مناسبة لذكرها، وقتل أغلب رؤساء بغداد، ومن هذه الناحية أيضا، فتح يد الاعتداء كثيرا على طوائف الكردستان وكرمان شاهان وغيرهما، وقد أصبح متصورا تمرده على الدولتين بسبب جهله. فيعين النواب محمد على ميرزا من كرمان شاهان مع جيش الركاب وولاية كرمانشاهان والكردستان وغيرها لتأديبه ويجب أن يعين من ناحية أذربيجان أيضا أحمد خان مقدم أمير أمراء تبريز ومراغة وإبراهيم خان بيات رئيس حرس النواب نائب السلطنة [ص 262] ومعهما الفوج عن طريق سردشت ونلبوش ويقصدا معاقبته هو وأتباعه".
صفحة ٣٠٢