208

لم يقتلوك ولم أسلم أخي لهم

حتى نموت جميعا أو نعيش معا لما نزل بايعه علماء البصرة، [وعبادها] وزهادها، واختصت به المعتزلة مع الزيدية، ولا زموا مجلسه، وتولوا أعماله، فاستولى على واسط وأعمالها، والأهواز وكورها، وأعمال فارس، وكان أبو حنيفة يدعو إليه سرا، وكاتبه، وكتب إليه: إذا ظفرك الله بآل عيسى بن موسى وأصحابه فلا تسر فيهم سيرة أبيك في أهل الجمل، فإنه لم يقتل المدبر، ولم يجهز على الجريح، ولم يغنم الأموال؛ لأن القوم لم تكن لهم فئة، ولكن سر فيهم سيرة يوم صفين، [فإنه أجهز على الجريح] وأقسم الغنيمة؛ لأن أهل الشام كان لهم فئة، فظفر المنصور بكتابه، فكتب إلى عيسى بن موسى وهو على الكوفة أن يحمل إليه أبا حنفية إلى بغداد، قال أبونعيم راوي هذه القصة: فقدم بغداد فسقي شربة فمات وهو ابن سبعين سنة، وكان مولده سنة90، وكان من أتباع الإمام إبراهيم[بن عبد الله] عليه السلام وأما بشر الرحال ومطر الوراق فيروى أن أبا الدوانيق أمر رجلا إلى البصرة ليعرف أحوال إبراهيم، فلما رجع، قال: كيف رأيت مطر الوراق، وبشر الرحال؟ قال: رأيتهما يدخلان على إبراهيم، وعليهما السلاح، فقال: ما كنت أظن أن الصوم أبقى لهما ما يحمل السلاح.

صفحة ٣٠٧