معارج القبول بشرح سلم الوصول
محقق
عمر بن محمود أبو عمر
الناشر
دار ابن القيم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
مكان النشر
الدمام
تصانيف
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ ﷺ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ" ١.
وَبَعْدَ هَذَا رُسْلَهُ قَدْ أَرْسَلَا ... لَهُمْ وَبِالْحَقِّ الْكِتَابَ أَنْزَلَا
لِكَيْ بِذَا الْعَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ ... وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُمْ
كَيْ لَا يَكُونُ حُجَّةٌ لِلنَّاسِ بَلْ ... لِلَّهِ أَعْلَى حُجَّةٍ ﷿
فَمَنْ يَصَدِّقْهُمْ بِلَا شِقَاقِ ... فَقَدْ وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثَاقِ
وَذَاكَ نَاجٍ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ... وَذَلِكَ الْوَارِثُ عُقْبَى الدَّارِ
وَمَنْ بِهِمْ وَبِالْكِتَابِ كَذَّبَا ... وَلَازَمَ الْإِعْرَاضَ عَنْهُ وَالْإِبَا
فَذَاكَ نَاقِضٌ كِلَا الْعَهْدَيْنِ ... مُسْتَوْجِبٌ لِلْخِزْيِ فِي الدَّارَيْنِ
"وَبَعْدَ هَذَا" أَيِ: الْمِيثَاقِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِمْ فِي ظَهْرِ أَبِيهِمْ ثُمَّ فَطَرَهُمْ وَجَبَلَهُمْ عَلَى الْإِقْرَارِ بِهِ وَخَلَقَهُمْ شَاهِدِينَ بِهِ "رُسْلَهُ" بِإِسْكَانِ السِّينِ لِلْوَزْنِ مَفْعُولُ أَرْسَلَ مُقَدَّمٌ "قَدْ أَرْسَلَا" بِأَلْفِ الْإِطْلَاقِ "لَهُمْ" أَيْ: إِلَيْهِمْ "وَبِالْحَقِّ" مُتَعَلِّقٌ بِأَنْزَلَ أَيْ: بِدِينِ الْحَقِّ "الْكِتَابَ" جِنْسٌ يَشْمَلُ جَمِيعَ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى جَمِيعِ الرُّسُلِ "أَنْزَلَا" بِأَلْفِ الْإِطْلَاقِ وَالْأَمْرُ الَّذِي أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الرُّسُلَ إِلَى عِبَادِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ بِهِ الْكُتُبَ هُوَ "لِكَيْ بِذَا الْعَهْدِ" الْمِيثَاقِ الْأَوَّلِ "يُذَكِّرُوهُمْ" تَجْدِيدًا لَهُ وَإِقَامَةً لِحُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ عَلَيْهِمْ "وَيُنْذِرُوهُمْ" عِقَابَ اللَّهِ إِنْ هُمْ عَصَوْهُ وَنَقَضُوا عَهْدَهُ "وَيُبَشِّرُوهُمْ" بِمَغْفِرَتِهِ وَرِضْوَانِهِ إِنْ هُمْ وَفَّوْا بِعَهْدِهِ وَلَمْ يَنْقُضُوا مِيثَاقَهُ وَأَطَاعُوهُ وَصَدَّقُوا رُسُلَهُ، وَالْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ لِـ"كَيْ لَا يَكُونَ حُجَّةٌ" عَلَى اللَّهِ ﷿ "لِلنَّاسِ بَلْ لِلَّهِ" عَلَى جَمِيعِ عِبَادِهِ
_________
١ البخاري "١١/ ٤٩٣" في القدر، باب الله أعلم بما كانوا عاملين.
و"٣/ ٢٤٥" في الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين.
ومسلم "٤/ ٢٠٤٩/ ح٢٦٥٩" في القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة.
والنسائي "٤/ ٥٨" في الجنائز، باب أولاد المشركين.
1 / 94