معالم مكة التأريخية والأثرية
الناشر
دار مكة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م
تصانيف
يضرب المثل بعذوبته، وأكثر المتقدمون -يرحمهم الله- من قولهم بين مكة والطائف. وهذا وهم نتج عن كونه ﷺ قسم فيها الغنائم بعد وقائع حنين وأوطاس. والصواب أنها شمال شرقي مكة المكرمة على قرابة "٢٤" كيلًا. وتقع على أحد عشر كيلًا شمالًا عدلًا من علمى طريق نجد أو طريق اليمانية كما يسمى اليوم، أي أنها قريبة من الحرم، ومنها طريق إلى نخلة، وإلى مر الظهران، وسرف.
جَليل: ككبير: قال بلال بن رباح ﵁ (١):
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةٍ ... بفخٍّ وحولي أذخُرْ وجَليل
وهل أرِدنْ يومًا مياهَ مَجَنَّةٍ ... وهل يَبْدوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ
أ- جَلِيل: وتقدم ضبطه - شعب يصب من حراء في الصفيراء (مكة السدر قديمًا) مقابل شعب أذاخِر من الشرق مع ميل إلى الشمال، وهذا أذاخر الشامي، وهناك أذاخر اليماني يصب على الخرمانية والجعفرية.
ب- أذخر: يقصد أذاخر: الآنف ذكره.
والشعبان يصبان في صدر فخ. وكان مراد بلال المكي المتشوق إلى أرضه: هل ييسر الله لي المبيت في فخ بين أذاخِرِ وجَلِيل؟ ولما لم يستقم الوزن بأذَاخِر اضطر إلى حذف حرف منه مع عدم الإخلال بالمعنى.
ونظائره في الشعر العربي كثيرة. غير أن بعض
_________
(١) هذا الشعر متواتر، وفي عجز البيت الأول خلاف.
1 / 65