معالم مكة التأريخية والأثرية

عاتق البلادي ت. 1431 هجري
162

معالم مكة التأريخية والأثرية

الناشر

دار مكة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م

تصانيف

هذا. وفي عسفان اليوم مركز إمارة يتبع الجموم، وسكان البلد قبيلة بني بشر من حرب وأمير المركز ابن حمادي شيخ هذه القبيلة. ويشرف على البلدة من جميع نواحيها حرار سود، وتفترق منها ثلاث طرق: إلى المدينة، وإلى مكة، وإلى جُدَّة. وتعتبر عسفان عقدة مواصلات في هذه الناحية، ومنهلًا من مناهل البادية، وبوابة استراتيجية هامة في قلب الحجاز، وماؤها غزير، وهناك نية لإجرائه إلى جُدَّة، على قرابة سبعين كيلًا. وقد وهم حمد حين قال: عسفان هو واد عظيم فيه قرى. وأقول: الاسم للبلدة وليس لوادٍ (١). غزا رسول اللُه ﷺ بني لَحْيان بعسفان بعد مضي خمس سنين وشهرين من الهجرة (٢). وهي الغزوة المعروفة بغزوة بني لحيان كذا ثبت في السير. وقال أعرابي: لقد ذكَّرتْني عن حُبابٍ حمامةٌ ... بعُسْفان أهلي فالفُؤادُ حَزِينُ فويحكِ كم ذكّرتِني اليوم أرضَنا! ... لعلّ حِمامي بالحجاز يكونُ فواللهِ لا أنساكِ ما هبت الصبا ... وما اخضرّ من عود الأراكِ فنونُ وروي عن ابن عباس ﵁: أن حاضري المسجد الحرام: عسفان وضجنان ومر الظهران. وروي في بعض الأحاديث إن مسافة القصر كعسفان عن مكة. وروي أقل من

(١) ديوان كثير ٥٦٢. (٢) انظر تفاصيل ذلك في سيرة ابن هشام، وفي الطبقات لابن سعد.

1 / 189