معالم في السلوك وتزكية النفوس
الناشر
دار الوطن
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٤هـ
تصانيف
٢- تزكية النفوس
في خضم شؤون الحياة المعاصرة، وكثرة مشاغلها وتعدد متطلباتها، قد ننسى أن نتعاهد أنفسنا بالتربية والتزكية، ومن ثم تقسو القلوب، ونتثاقل عن الباقيات الصالحات، ونركن إلى متاع الدنيا وزخرفها.
ولأجل ذلك نتحدث عن تزكية النفوس من خلال ما يلي:
أ - أهمية الموضوع:
مما يوضح أهمية هذا الموضوع أن الله تعالى أقسم أقساما كثيرة ومتوالية على أن صلاح العبد وفلاحه منوط بتزكية نفسه، فقال سبحانه: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ (الشمس، آية ٧-١.) .
وقال سبحانه: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ (الأعلى، آية ١٤ -١٥) .
وكان الأنبياء ﵈ يدعون إلى تزكية النفوس، فهذا موسى ﵇ يقول لفرعون: ﴿هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى. وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾ (النازعات، آية ١٨، ١٩) .
وقال تعالى عن نبينا محمد ﷺ: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الجمعة، آية ٢) وتزكية النفس سبب الفوز بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، كما قال ﷿:
1 / 56