معالم في السلوك وتزكية النفوس
الناشر
دار الوطن
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٤هـ
تصانيف
الموصوفين بذلك، لأنك لم تقدر على الوصف حتى عرفتَ ما تصف وسلكت الطريق (١) .
ومع ذلك فلا يلزم - ضرورة – أن من وضح السلوك الصحيح أن يكون عاملًا به، لكن قد يكون وصفه وبيانه للسلوك الصحيح – وإن كان مقصرًا في العمل – سببًا في الاستقامة على هذا السلوك، والاستحياء من الله ﷿
فإن المتعين على الدعاة أن يبينوا الحق، ويدلوا الناس على السلوك الشرعي، وإن لم يحققوه عملًا، وكما قال سعيد بن جبير – ﵀: «لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شئ، ما أمر أحد بالمعروف، ولا نهى عن منكر» (٢) .
أسأل الله تعالى أن يصلح قلوبنا، وأن يجعل عملنا خالصًا صوابًا، وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
_________
(١) انظر تلبيس إبليس ص ١٣٦.
(٢) ذكر العلماء أنه ليس من شرط لآمر بالمعروف والناهي عن المنكر العصمة من الذنوب.. انظر:
تفسير ابن كثير ١ / ٨٢، الإحياء للغزالي ٢ / ١٧٢، تفسير القرطبي ١ / ٣٦٦.
1 / 5