35

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

محقق

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

الرياض

وقوله: (الطويل) أَبَا المِسْكِ هَلْ في الكأسِ فَضْلٌ لشَارِبٍ ... فإنَّي أُغَني منذُ حِينٍ وتشربُ قال: ضرب هذا له مثلا؛ يقول: مديحي يطربك كما يطرب الغناء الشارب. وأقول: إنه جعل الملك (أو الغنى) في يده كالكأس، وجعل مديحه له كالغناء الذي يطربه، وجعل نفسه بإنشاده كالمغني، وهو يشرب ولا يسقيه، وذلك بخلاف ما تقتضيه العادة والمروءة وهذا فيه توبيخ له. وقوله: منذ حين استبطاء لمعروفه. وقوله: (الطويل) إذَا لَمْ تَنُطْ بي ضَيْعَةً أوْ وِلاَيَةً ... فَجُودُكَ يَكْسُوني وشُغلُكَ يَسْلُبُ قال: إذا لم تنط بي، أي: تسند إلي جيشا، ولم تهب لي ضيعة، فليس في دخلي كفاء لخرجي؛ يريد كثرة مئونته وقلة فائدته. وأقول: ليس في كلامه ما يدل على أن ليس في دخله كفاء لخرجه، ولا على كثرة

1 / 41