236

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

محقق

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

الرياض

قوله: (الطويل)
ذَكيٌّ تَظَنَّيهِ عَيْنِهِ ... يَرَى قلبُهُ في يَوْمِهِ ما تَرَى غَدَا
وقوله: (الكامل)
مُسْتَنْبَطٌ من عِلْمِهِ ما في غَدٍ ... فكأنَّ ما سيكونُ فيهِ دوَّنَا
وهذا معنى متداول بين الشعراء، وأظن أن السابق إليه أوس في قوله: (المنسرح)
الأَلَمعِيُّ الذي يَظُنُّ لك الظَّ ... نَّ كأنْ رَأَىَ وقد سَمِعَا
وقوله: (الكامل)
لو طَابَ مَوْلِدُ كلَّ حيًّ مثلَهُ ... وَلَدَ النَّسَاءُ ومالهُنَّ قَوابِلُ
قال: أي: لم يحتجن إلى من يشارفهن ويشاهد المستور من أحوالهن وقت الولادة.
وقد قيل في هذا البيت: هذا كلام فحواه أن طيب المولد هو سهولة الولادة، وكم
من سهل الولادة بطيب المولد، فلا يتعلق العجز بمعنى الصدر.
فيقال لقائل ذلك: فما تعني أنت بطيب المولد؟ فإن قال: الكرم والنجابة وحسن الأخلاق وطيب الأعراق، حسن أن يضاف إلى ذلك أيضا سهولة الولادة، وطهارة الوالدة والولد والمكان، وترك الاستعداد إلى ما تحتاج إليه القوابل في أمر النسوان كما

1 / 242