230

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

محقق

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

الرياض

وأقول: هذه عبارة واهية قد ذهبت منتها وتماسكها!
ومعنى قوله:
. . . . . . . . . كأنَّهُ من فِراقِهَا وَجِلُ
قيل فيه: إن العجز لما كان مرتجا مضطربا شبه بإنسان عاشق لها خائف من فراقها فهو يضطرب لذلك؛ يريد ارتجاجه.
والذي عندي في هذا، أن الوجل العجز نفسه على وجه المجاز والاستعارة. وذلك أنه لما كان خصرها (خفيفا) دقيقا نحيلا، وعجزها ثقيلا نبيلا، وهو يجذبها إذا أرادت القيام، فكأنه خاف أن ينفصل منها فوجل لذلك فاضطرب بارتجاجه.
وقوله: (المنسرح)
جَرْدَاَء مِلءْ الحِزَامِ مُجْفَرَةٍ ... تَكونُ مِثْلَيْ عَسِيِبهَا الخُصَلُ
قد أخذ على أبي الطيب قوله:
. . . مِلءِ الحِزَامِ مُجْفَرةٍ. . . . . . . . .
وقيل: مجفرة في معنى: ملء الحزام، فالصفتان شيء واحد فلو اجتزأ بإحداهما وجاء بصفة تخالف الأخرى لكان أحسن له.

1 / 236