169

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

محقق

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

الرياض

وقال الوحيد: قال: أطار النوم، ثم وصف سكر النعاس به، ولم يكن موضع: أطار النوم، ب كان ينبغي أن يكون: أطار السهر حتى كأنني بهذه الصفة، فإذا أطار النوم لم يكن ما وصفه من السكر.
وأقول: هذا الذي ذكره ليس بشيء! والمعنى الذي أراده (أبو) الطيب أن الراكب قد ينام على ظهر راحلته في حال سيره وسراه، فيستريح وتقوى أعضاؤه بذلك في حال انتباهه؛ وهذا هز شديد، وسير مقلق لا يمكن معه النوم لشدته، فقد أطار النوم (الذي ينتفع به) وأرخى سكر النعاس - وهو أوائل النوم - الأعضاء إلى أن صار كالثوب المشبرق، لضعف مفاصله واسترخائها.
وقوله: (الطويل)
شَدَوْا بابن إسحاقَ الحُسَينِ فَصَافَحَتْ ... ذَفَاريُهَا كِيْرانُهَا والنَّمارِقُ
قال مستشهدا على الكيران: وليست من الغريب الذي يحتاج إلى استشهاد، وإنما مقصوده ذكر هذا البيت لما فيه من المعنى وهو: (الكامل)
قَوْمٌ إذَا تَرَكَ الكِرامُ مَحَلَّهُمْ ... قَلَبُوا الثَّيابَ وأَرْدَفُوا الكِيرانَا
وقال في تفسيره: هؤلاء لصوص أخذوا في مضلة من الأرض، فكانوا إذا ضلوا

1 / 175