176

مع المشككين في السنة

محقق

فاروق يحيى محمد الحاج

تصانيف

الشبهة الثلاثون
اتهام المحدثين بمخالفة القرآن
في قولهم بأن النبي ﷺ بُعث بقتال الناس حتى يسلموا وبالسيف
يقول المشكك:
«ومن أعاظم الإفك: ما رواه البخاري ومسلم وأورده النووي في كتابه الشهير "شرح الأربعين النووية" من: أن رسول الله قال: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا (^١) فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) (^٢).
فيقوم الفقهاء بتبرير الحديث بأن كلمة (النَّاسَ) لا تعني: كل الناس. لكنهم ذهلوا عن حديث رواه الإمام أحمد بمسنده: (بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ (^٣) الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي) (^٤).
فهل يكون نبينا مما (^٥) ينطبق عليه قول ربنا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)﴾ [الأنبياء:١٠٧]؟ فهل أرسله بالسيف رحمة للعالمين»؟

(^١) في المنشور: (فإن). وهو في الصحيحين والأربعين النووية: (فإذا).
(^٢) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة:٥] (١/ ١٤)، رقم (٢٥)، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله (١/ ٥٣)، رقم (٢٢). عن ابن عمر ﵄.
(^٣) في المنشور: "وجعلت". والتصحيح من مصادر تخريج الحديث.
(^٤) عن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: (بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي). مسند أحمد (٩/ ١٢٦)، رقم (٥١١٥)، والمعجم الكبير للطبراني (١٣/ ٣١٧)، رقم (١٤١٠٩)، وشعب الإيمان للبيهقي، التوكل بالله ﷿ والتسليم لأمره تعالى في كل شيء (٢/ ٤١٨)، رقم (١١٥٤). وقال الألباني: «صحيح». إرواء الغليل للألباني (٥/ ١٠٩)، رقم (١٢٦٩). وعلق البخاري في صحيحه الجملتين الأخيرتين من الحديث، فقال: «ويذكر عن ابن عمر عن النبي ﷺ: (جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي)». صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في الرماح (٤/ ٤٠)، بدون رقم.
(^٥) كذا في المنشور، والصواب: ممن.

1 / 177