ما يفعله الأطباء والداعون بدفع شر الطاعون
الناشر
دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
ولعلَّ الجمع بين هذا وبين كلام ابن سينا، أنَّ ذلك يعتبر باختلاف الأمزجة والأبدان، والبلدان، والأزمان، والطبيب الحاذق العارف لا يكاد يوجد في هذا الزمان وإنما الأدعياء.
فقد ذكر ابن أبي حاتم عن الإِمام الشافعي ﵀ أنه قال: لم أَرَ لِلوَبَاء أَنْفَع مِن البَنَفْسَج يُدَّهَن بِه، ويُشْرَب (١).
وزعم بعضهم أنَّ من تَخَتَم باليَاقُوت، أَو عَلَّقَه عليه أَمِنَ شَرَّ الطَّاعُون!
وقال ابن سينا: قِشْرُ الأترج رائحته تصلح فساد الهواء والوباء، وسمن البقر إذا صُبَّ على الطواعين نفع منها، وشَرَاب الحَصْرَم (٢) ينفع من الوباء شربًا. وعن بعضهم يترك على الفحم في زمن الوباء قشور الرمَّان والآس، ويرش عليها الخل.
قال السَّمَرْقَنْدي (٣): ويشرب كل غداة حِلابًا من شراب الحماض، أو الأترج، أو النارنج، أو الليمون، أو السفرجل، أو التفاح، أو الرمان
_________
(١) آداب الشافعي لابن أبي حاتم ص ٣٢٧، وأورد الخبر البيهقي في مناقب الشافعي ٢/ ١١٨.
(٢) يُسْتخرج من ورق العنب، ويستخدم لعلاج عدة أمراض. انظر: الجامع لمفردات الأدوية لابن البيطار ٢/ ٢٧٧.
(٣) هو: محمد بن علي بن عمر أبو حامد نجيب الدِّين السمرقندي، طبيب فاضل بارع، له في الطب تصانيف مشهورة، قتل بمدينة هراة إثر اجتياح التتر عام ٦١٩ هـ.
ترجمته في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة ص ٤٧٢، والواقي بالوفيات ٤/ ١٨٤، ومعجم المؤلفين ١١/ ٣١.
1 / 44