ما وقع لبعض المسلمين من الرياضة الصوفية والغلو فيها - ضمن «آثار المعلمي»
محقق
عدنان بن صفا خان البخاري
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ
تصانيف
لهم، وإنَّما يمدُّهم الله بالمعجزات بقدرته عندما يشاء ذلك.
نعم، من المعجزات ما تقتضي الحكمة أن يكون للنَّبي أثر فيه، كضرب موسى ﵇ البحر والحجر بالعصا (^١)، وكَرَمْي محمد ﵌ الكفَّار بالحصى (^٢)، وغير ذلك. ولذلك حكمةٌ، قد ذكرتُ بعضها في موضع آخر، ولعلَّه يأتي في الكلام عن المعجزة إن شاء الله تعالى.
وهذا لا يخالف ما تقدَّم؛ فإنَّ الضَّرب الواقع من موسى ﵇ هو ضربٌ عاديٌّ، بقوَّته العاديَّة، وأمَّا الأثر المعجز فهو حاصل بمَحْض قدرة الله ﷿.
وأمَّا ما في الحديث من قوله ﵌ للمصلِّين: «إنِّي أراكم من خلفي» (^٣) فالظَّاهر أنَّ هذه قوَّةٌ كان يجعلها له البارئ سبحانه ﷿ في الصَّلاة
_________
(^١) أمَّا ضرب موسى ﵇ الحجر ففي قوله تعالى: ﴿فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ [البقرة: ٦٠]، وأمَّا ضربه ﵇ البحر ففي قوله تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ [الشعراء: ٦٣].
(^٢) وقع ذلك منه ﷺ مرَّات، منها: ما رواه مسلم (١٧٧٧) من حديث سلمة بن الأكوع ﵁، وفيه: «.. ثم قبض قبضةً من تراب من الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهَت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانًا إلَّا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة، فولّوا مُدْبِرين، فهَزَمَهم الله ﷿». وفي الباب أيضًا حديث العبَّاس عند مسلمٍ أيضًا (١٧٧٥).
وتُنظَر بقية المواضع ورواياتها في: «الدُّر المنثور» للسيوطي (٧/ ٧٢ - ٧٤).
(^٣) أخرجه البخاري (٧١٨)، ومسلم (٤٢٦)، من حديث أنسٍ ﵁، بنحوه.
6 / 275