ما وقع لبعض المسلمين من الرياضة الصوفية والغلو فيها - ضمن «آثار المعلمي»

عبد الرحمن المعلمي اليماني ت. 1386 هجري
24

ما وقع لبعض المسلمين من الرياضة الصوفية والغلو فيها - ضمن «آثار المعلمي»

محقق

عدنان بن صفا خان البخاري

الناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ

تصانيف

ويتضرَّع إلى الله ﷿ فيُذْهِب ما به، ويزيده علمًا إلى علمه، على رغم الشَّيخ. ولا يُستبعَد أن يَدَعَ الله ﷿ المبطِل يتصرَّفُ بإضرار المُحِقِّ. وكفاك ما رُوِي في قصَّة اليهودي الذي سَحَرَ النَّبيَّ ﵌ (^١). ولله ﷿ حِكَمٌ لا تُحصَى، وإنَّما علينا الوقوف عند حدود الشَّرع. والله الموفق. وأمَّا الكرامة فإنَّما هي بفعل الله ﷿ لا دخل فيها لقوَّة الولي، وكذلك المعجزة، كما يأتي إيضاحه إن شاء الله ﷿. ومن الجهل الفاحش أن يُظنَّ أنَّ المعجزات تصدر من قوَّةٍ في النَّبي، بل هذا قول المُلْحِدين كالمُتفَلْسِفَة، الذين يزعمون أنَّ النُّبوَّة والسِّحر من وادٍ واحد؛ إلَّا أنَّ النَّبيَّ خيِّرٌ، إنَّما يصرف قواه في الخير، بخلاف السَّاحر. راجع: «شرح المواقف» وغيره (^٢). وبما قرَّرناه هنا يتبيَّن صحَّة فتوى من أفتى من الفقهاء بوجوب الضَّمان على القاتل بالحال المعروف بين المتصوِّفة ــ وهو من هذه القوَّة التي نتكلَّم عليها ــ وبطلان قول مَن خالفه، محتجًّا بما رُوِي أنَّ بعض التَّابعين دعا على

(^١) يعني ما أخرجه البخاري (٣٢٦٨)، ومسلم (٢١٨٩)، من حديث عائشة ﵂، في قصة سحر لبيد بن الأعصم اليهودي للنبي ﷺ. (^٢) «شرح المواقف» للجرجاني (٣/ ٣٢٩ وما بعدها، ٣٤٧). ويُنظَر أيضًا: «النُّبوَّات» للفخر الرَّازي (ص ١٩٤ - ٢٠٤)، و«المطالب العالية» له (٨/ ١٢٧)، وكتب شيخ الإسلام: «النُّبوَّات» (١/ ١٣٧، ١٩٦) و«الصَّفديَّة» (١/ ٥) و«شرح الأصبهانيَّة» (ص ٥٧٥)، وغيرها.

6 / 273