تحقيقي لهذه المجالس وهي:
١ - كان ابن الشجري عيالًا على الهروي إذ نقل فصلين كاملين من كتابه: الأزهية في علم الحروف، ولا بأس في أن يتأثره ابن الشجري أو يتابعه أو ينقل نصوصًا كاملة من كتابه إلا أن عرض هذه الأقوال غفلًا وعدم نسبتها إليه مما لا يقره العلم.
٢ - ونقل أيضًا عن ثعلب في شرحه لديوان زهير وعن الجرجاني في الوساطة وعن ابن جني والواحدي وأبي القاسم الأصفهاني وابن فورجة في شروحهم لشعر المتنبي ولم يشر لذلك.
٣ - خص ابن الشجري المجلس الموفي الثمانين ومعظم المجلس الحادي والثمانين في ذكر زلات مكي بن أبي طالب المغربي (٣) في كتابه (مشكل إعراب القرآن) (٤) وقد اهتم ابن الشجري بهذا الكتاب ونقل عنه كثيرًا في أماليه وتابعه في بعض أوهامه إلا أن الذي يلفت النظر هو اهتمامه البالغ بذكر زلاته وسقطاته. ويغلب على الظن أن هجوم مكي على المعتزلة ووصمهم بالإِلحاد في كتابه (٥) كان هو الدافع الذي حفز ابن الشجري إلى تتبع زلاته إذ نرى ابن الشجري قد استشهد كثيرًا بآراء الرماني المعتزلي. وإذا لم يكن هذا هو الدافع. فلِمَ هذا الِإهتمام بكتاب
_________
(٣) ولد سنة ٣٥٥ هـ وتوفي سنة ٤٣٧ هـ. كان محبًا للعلم يكثر السعي والرحلة في سبيله، واسع الإطلاع وتظهر لنا سعة ثقافته في مؤلفاته الكثيرة ومما تتصف به من تنوع، وكان عالمًا بالقراءات ساعيًا في نشرها في الأندلس، طبع من كتبه: الإبانة عن معاني القراءات والوقف على كلا وبلى في القرآن. (ينظر عن مكي: جذوة المقتبس ٣٥١، بغية الملتمس ٤٦٩، الديباج المذهب ٣٤٦، معالم الإيمان ٣/ ٢١٣، الصلة ٦٣١، معجم الأدباء ١٩/ ١٦٧، وفيات الأعيان ٥/ ٢٧٤، غاية النهاية ٢/ ٣٠٩).
(٤) وهو الكتاب الذي حققناه ونلنا به شهادة الماجستير بتقدير " ممتاز" عام ١٩٧٣.
(٥) مشكل إعراب القرآن ٤٥٤، ٥٧٩.
1 / 6