96

ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

محقق

زهير الشاويش

الناشر

المكتب الإسلامي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩١هـ- ١٩٧١م

مكان النشر

لبنان

سُورَة الْحَج قَالَ الله تَعَالَى ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ﴾ [الحج: ١٨] المُرَاد ب (السُّجُود) دُخُول الْأَشْيَاء تَحت تسخيره تَعَالَى وإرادته وقابليتها لما يحدث فِيهَا وَفِي مُفْرَدَات الرَّاغِب السُّجُود فِي الأَصْل التطامن والتذلل وَجعل ذَلِك عبارَة عَن التذلل لله تَعَالَى وعبادته وَهُوَ عَام فِي الْإِنْسَان وَالْحَيَوَان والجماد وَذَلِكَ ضَرْبَان سُجُود بِاخْتِيَار يكون للْإنْسَان وَبِه يسْتَحق الثَّوَاب وَسُجُود بتسخير يكون للْإنْسَان وَغَيره من الْحَيَوَانَات والنباتات وَخص بالشريعة من الرُّكْن الْمَعْرُوف من الصَّلَاة وَمَا جرى مجْرَاه من سُجُود التِّلَاوَة وَسُجُود الشُّكْر انْتهى وأفرد الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم وَمَا بعْدهَا بِالذكر لشهرتها واستبعاد ذَلِك مِنْهَا بِحَسب الظَّاهِر فِي بادئ النّظر الْقَاصِر أَو لِأَنَّهَا قد عبدت من دون الله إِمَّا بِاعْتِبَار شخصها أَو جِنْسهَا فالشمس عبدتها حمير، وَالْقَمَر

1 / 104