ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

أبو المعالي محمود شكري بن عبد الله بن محمد بن أبي الثناء الألوسي ت. 1342 هجري
94

ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

محقق

زهير الشاويش

الناشر

المكتب الإسلامي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩١هـ- ١٩٧١م

مكان النشر

لبنان

وَفِي قَوْله ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ﴾ رمز خَفِي إِلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَحِيل بالانقلاب وَعَلِيهِ أَدِلَّة جمة وَفِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة كَلَام طَوِيل وَغَايَة مَا نقُول إِن الفلاسفة الْيَوْم من الإفرنج وَأهل الأرصاد القلبية والمعارج المعنوية خالفوا قَول بعض الفلاسفة الْمُتَقَدِّمين الْمُخَالف لقَولهم وَأما السّلف الصَّالح فَلم يَصح عَنْهُم تَفْصِيل الْكَلَام فِي ذَلِك لما أَنه قَلِيل الجدوى ووقفوا حَيْثُ صَحَّ الْخَبَر وَقَالُوا إِن اخْتِلَاف الحركات وَنَحْوه بِتَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم وتشبثوا فِيمَا صَحَّ وخفي مِنْهُ بأذيال التَّسْلِيم وَالَّذِي يَنْبَغِي القَوْل بِهِ أَن السَّمَاوَات على طبق مَا صحت بِهِ الْأَخْبَار النَّبَوِيَّة فِي أَمر الثخن وَمَا بَين كل سَمَاء وسماء واستنبط بَعضهم من نِسْبَة السباحة للكوكب أَن لَيْسَ هُنَاكَ حَامِل لَهُ يَتَحَرَّك بحركته مُطلقًا بل هُوَ متحرك بِنَفسِهِ فِي الْفلك تحرّك السَّمَكَة فِي المَاء إِذْ لَا يُقَال للجالس فِي صندوق أَو على جذع يجْرِي فِي المَاء إِنَّه يسبح وَمن الْآيَات فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء قَوْله تَعَالَى ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (١٠٤)﴾ [الأنبياء: ١٠٤] تَفْسِير الْآيَة: (الطي): ضد النشر أَو الإفناء والإزالة من قَوْلك اطو عني هَذَا الحَدِيث. وَأنكر ابْن الْقيم فِي «كتاب مِفْتَاح دَار السَّعَادَة» إفناء السَّمَاء وإعدامها إعداما صرفا وَادّعى أَن النُّصُوص إِنَّمَا تدل على تبديلها وتغيرها من حَال

(١) فإنك إذا بدأت من آخر الآية، تكون أيضًا (كُلٌّ فِي فَلَكٍ). "المؤلف".

1 / 102