ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

أبو المعالي محمود شكري بن عبد الله بن محمد بن أبي الثناء الألوسي ت. 1342 هجري
75

ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

محقق

زهير الشاويش

الناشر

المكتب الإسلامي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩١هـ- ١٩٧١م

مكان النشر

لبنان

وَفِي الْفَصْل الثَّالِث من الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين والثلاثمائة من «فتوحاته» أَن الله تَعَالَى قسم الْفلك الأطلس اثْنَي عشر قسما سَمَّاهَا بروجا وأسكن كل برج مِنْهَا ملكا وَهَؤُلَاء الْمَلَائِكَة أَئِمَّة الْعَالم وَجعل لكل مِنْهُم ثَلَاثِينَ خزانَة يحتوي كل مِنْهَا على عُلُوم شَتَّى يهبون مِنْهَا للنازل بهم قدر مَا تعطيه رتبته وَهِي الخزائن الَّتِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهَا ﴿وَإِن من شَيْء إِلَّا عندنَا خزائنه وَمَا ننزله إِلَّا بِقدر مَعْلُوم﴾ وَتسَمى عِنْد أهل التعاليم ب دَرَجَات الْفلك والنازلون بهَا هم الْجَوَارِي والمنازل وعيو قاتها من الثوابت والعلوم الْحَاصِلَة من تِلْكَ الخزائن الإلهية هِيَ مَا يظْهر فِي عَالم الْأَركان من التأثيرات بل مَا يظْهر فِي مقعر فلك الثوابت إِلَى الأَرْض إِلَى آخر مَا قَالَ وَقد أَطَالَ الْكَلَام فِي هَذَا الْبَاب وَهُوَ بمعزل عَن اعْتِقَاد الْمُحدثين نقلة الدّين ثمَّ إِن فِي اخْتِلَاف خَواص البروج بِحَسب مَا تشهد بِهِ التجربة مَعَ مَا اتّفق عَلَيْهِ الْجُمْهُور من بساطة السَّمَاء أدل دَلِيل على وجود الصَّانِع الْمُخْتَار ﷻ. وتزيين السَّمَاء بِمَا فِيهَا الْكَوَاكِب السيارات وَنَحْوهَا وَهِي كَثِيرَة لَا يعلم عَددهَا إِلَّا الله تَعَالَى وَقد أسلفنا أَن المرصود مِنْهَا ألف ونيف وَعِشْرُونَ كوكبا وَأَنَّهُمْ رتبوها على سِتّ مَرَاتِب وسموها أقدارا متزايدة سدسا سدسا حَتَّى كَانَ قطر مَا

1 / 83