112

ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

محقق

زهير الشاويش

الناشر

المكتب الإسلامي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩١هـ- ١٩٧١م

مكان النشر

لبنان

سُورَة فاطر
قَالَ الله تَعَالَى ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣)﴾ [فاطر: ١٣]
سبق الْكَلَام فِي معنى إيلاج اللَّيْل فِي النَّهَار وإيلاج النَّهَار فِي اللَّيْل وتسخير الشَّمْس وَالْقَمَر وَبَيَان المُرَاد بجريانهما لأجل مُسَمّى فَلَا حَاجَة إِلَى الْإِعَادَة.
وَقَالَ الله تَعَالَى ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٤١)﴾ [فاطر: ٤١]
المُرَاد بالزوال من النَّاس من قَالَ سقوطهما فَمن الفلاسفة من كَانَ يَقُول إِن السَّمَاء وَالْأَرْض لم تزالا هابطتين وَمِنْهُم من كَانَ يَقُول لم تزالا صاعدتين فِي هَذَا الفضاء الَّذِي لَا مُنْتَهى لَهُ وكلا الْقَوْلَيْنِ بَاطِل فَإِن الله تَعَالَى قد أمسكهما بقدرته أَو بالجاذبية الَّتِي هِيَ من آثارها وَبَعض المتشرعين كَانَ يَقُول إِن الله أمسكهما عَن الْحَرَكَة فليستا بمتحركتين
وَأَعْدل الْأَقْوَال مَا توَافق عَلَيْهِ الْعقل الصَّرِيح وَالنَّقْل الصَّحِيح

1 / 120