74

ما بعد الأيام

تصانيف

وتسأل السيدة: «هل الفنان يستطيع دائما أن يعبر عما يريد التعبير عنه حتى يتسنى له المشاركة في قيادة الفكر؟»

ويرد العميد: «يحاول، هذه مسئوليته.»

وتسأل السيدة: «وأمام من تكون مسئولية الفنان؟»

ويرد العميد: «أمام ضميره.»

ويتدخل الرجل فيقول: «ولكن المجتمعات لا تحكم حسب أحكام الضمير، إن المجتمعات تحكم بالقوانين، والقوانين تنفذ بأدوات السلطة، وبعض هذه القوانين في بعض البلاد تسن خصيصا لخدمة السلطان، ولذلك تصدر صارمة ظالمة تصادر حرية التعبير.»

ويقول العميد في هدوء واقتناع أكيد: «إنما تحترم القوانين إذا صدرت صحيحة معبرة عن إرادة الأمم مصدر السلطات.»

فيسأل الرجل: «ومن يحمي الأديب والفنان إن هو خالف إرادة الظالم من الحكام؟»

ويقول العميد: «لا بد أن يوجد تضامن وتعاقد غير مكتوب بين الفنان أو الكاتب وبين مجتمعه المتحضر، هذا التضامن يفرض على الفنان أن يكون صادقا أمينا حرا، ويفرض على المجتمع أن يحمي الفنان من كل أنواع الطغيان.»

وتسأل السيدة: «كل أنواع الطغيان؟»

ويرد العميد: «نعم، بما في ذلك طغيان العامة، نعم، كل أنواع الطغيان ما عدا طغيان المرأة ... هذا مقبول فيما أظن ...»

صفحة غير معروفة