101

ما بعد الأيام

تصانيف

ويطلب الوزير رئيس الوزراء بالتليفون، ثم يقول للمستشار إن رفعته سيقابلهم غدا الساعة العاشرة صباحا في مجلس الوزراء، ويضيف أن «رفعة الرئيس يقول لك إن الإسكندرية نفسها قد أصبحت مهددة، وإن الألمان أصبحوا على بعد سبعين ميلا منها، وإن هناك هجمات جوية عليها.»

ويقول طه حسين: «إن رفعة الرئيس ومعاليك تعلمان أن هذا سبب قوي لإصرارنا على تعمير الإسكندرية، على زيادتها عمرانا بإنشاء الجامعة - منارة الإسكندرية كانت إحدى عجائب الدنيا السبع - ألا يجب أن يشع ضوء حضارتنا من جديد عبر البحر الأبيض المتوسط على دنيا الحضارة؟

أستأذن الآن، غدا إذن نذهب لرفعة الرئيس، وعندي عمل في جامعة الإسكندرية بعد ذلك.»

ويقول الوزير: «بالتأكيد لا تسافر للإسكندرية الآن، انتدب أحدا يحل محلك.»

ويرد طه حسين: «لا، وزير المواصلات يغضب، محلي محجوز بقطار بعد الظهر غدا بعد انتهاء مقابلة النحاس باشا.»

ويقول الوزير: «كان يجب أن أعرف أن لا فائدة من الإلحاح، إلى الغد إذن.»

وقبل أن يترك طه حسين مكتب الوزير يقول له إنه تلقى خطابا من الأستاذ العقاد، يوصي فيه بالشبان الذين يقومون بترجمة دائرة المعارف الإسلامية

2

وإنه هو نفسه معجب بعملهم الذي كان يجب أن تنهض الدولة بمثله، ولذلك فإنه يرجو الاستجابة إلى مطالبهم البسيطة، ويقدم إليه مذكرة بذلك، ويقول إنه يرجو أن يقوم علماء المسلمين في المستقبل القريب بإصدار دائرة معارف إسلامية بأنفسهم.

جامعة الإسكندرية

صفحة غير معروفة