وكبارها . واعلموا أن أقدامكم إن لم تنقدم بكم فأيديكم لا تمد بكم . ولا يغنى الولى (1) عنكم شيئا ما لم تعطوه حقه من الصيانة والمادة .
وقال يزرجمهر (2) : عاملوا أحرار الناس تمحض المودة ، وعاملوا العامة بالرغبة والرهبة ، وسوسوا السفلة بالمخافة صراحا .
وكان أرشطاليس(3) أدب الإسكندر ، فلما نشأ واستفحل أمره وكبر شأنه وعرفه من الحكمة ما عرفه ، كان شبه الوزير له ، يعتمد عليه في الرأى والمشورة . فكتب إليه يخبره أنه قد كثر (فى) خواصه وعسكره قوم ليس يأمهم على نفسه ولما يرى من بعد هممهم وشجاعهم وشدة دالتهم ، وليس فرى لهم عقولا تفى بهذه الفضائل (التى فيهم) بقدر هممهم . فكتب إليه أرشطاطاليس : فهمت ما وصفته عن القوم الذين ذكرت . فأما بعد هممهم ، فمن الوفاء بعد الهمة ، وأما ما ذكرته من شجاعتهم مع نقص عقولهم ، فمن كانت هذه حاله فرفهه فى المعيشة واخصصه بحسان النساء . فإن رفاهة العيش توهى من العزم ، وإن حب النساء يحبب(5) السلامة ويباعد من ركوب المخاطرة .
صفحة ٤